مع مرور الزمن وتطور مفهوم الرعاية الاجتماعية، أصبحت قضايا كبار السن تحظى بزيادة الاهتمام والاعتناء في المجتمعات المختلفة، يتزايد عدد كبار السن في المجتمع، وبالتالي تتزايد أهمية فهم وتلبية احتياجاتهم المتزايدة بشكل يليق بكرامتهم وحقوقهم،تأتي قضية “شروط الولاية على كبير السن” كموضوع محوري يتطلب فهمًا دقيقًا ومعرفة شاملة، تعكس هذه الشروط الرعاية والحماية المجتمعية التي يستحقها كبار السن في مراحل حياتهم. تتنوع هذه الشروط بين الجوانب المالية والصحية والاجتماعية، وتحمل في طياتها التحديات التي يواجهها كبار السن والتي تتطلب تداولًا قانونيًا واجتماعيًا فعّالًا.
الولاية المالية لكبار السن
-تولي الولاية الشرعية في النظام السعودي اهتمامًا شاملاً بشؤون كبار السن، ومن بين هذه الشؤون تأتي الولاية المالية لهم.
-في حالة عجزهم عن إدارة شؤونهم المالية بشكل مستقل، يتحمل الولي مسؤولية إدارة أموالهم واستثمارها بطريقة صحيحة ومناسبة.
-يتم تعيين الولي من خلال صك الولاية، حيث تحدد المحكمة الشخص الملائم لهذا الدور.
-وفقًا للنظام، يمنع الولي من التصرف في أموال الشخص المولى عليه إلا بعد الحصول على إذن خطي منه، وذلك لضمان حماية أموال كبار السن والحفاظ على حقوقهم المالية.
-يجدر بالذكر أن النظام السعودي يسعى جاهدًا لتحسين جودة حياة كبار السن ويعمل على توفير الحلول اللازمة لتأمين رعاية شاملة لهم.
شروط الولاية على كبير السن
تتعلق الأمور بشروط الولاية على كبير السن في نظام المملكة العربية السعودية، حيث تشمل هذه الشروط:
– حق العيش مع الأسرة وتكفلهم برعايته:
يعَدّ حق العيش مع الأسرة وتحملهم مسؤولية رعاية كبير السن أحد أهم شروط الولاية، حيث يتيح له الاستفادة من الدعم العائلي والرعاية اللازمة.
– تعيين واصي في حالة غياب الأب أو المسؤول عنه:
يتاح تعيين واصي في حال غياب الأب أو المسؤول الذي يعتبر الشخص الكبير في السن متكفلاً به، وينص على ذلك نظام الولاية.
– شروط الواصي:
يجب على الواصي أن يكون شخصًا بالغًا وعاقلًا، ويفرض عليه تحمل مسؤولية الرعاية دون الحصول على أجر، وتتيح المحكمة تحديد أجر في حال قررت ذلك بعد مراجعة الظروف.
– الشروط المالية للولاية:
ينص النظام على أن تعود مسؤولية الرعاية المالية على الواصي دون الحصول على أجر، ويمكن للمحكمة تحديد أجر بناءً على الظروف بعد النظر في الأمور.
– إلغاء شرط الوكالة الأولى:
تم إلغاء شرط إصدار الوكالة الأولى في نظام الولاية لتسهيل الأمور في حالات متنوعة، مثل وجود إعاقة أو تقدم في العمر، مما يعكس التوجيه نحو تسهيل الإجراءات لتكون أكثر مرونة وتكيفاً مع الحالات المتنوعة.
بهذا يظهر أن هناك مجموعة من الشروط والتفاصيل الهامة التي تتعلق بالولاية على كبير السن في المملكة العربية السعودية، والتي ينبغي للجميع معرفتها والالتزام بها.
أقرأ ايضاً: متى تنتهي الولاية على القاصر عقلا | ما هى شروط انتهاء الولاية
الموافقة على نظام الهيئة العامة للولاية
-تمت الموافقة في المملكة العربية السعودية على نظام الهيئة العامة للولاية لكبار السن، والذي يهدف بشكل رئيسي إلى حماية حقوق ورعاية كبار السن.
-يحدد هذا النظام متطلبات الولاية لفئة كبير السن، بما في ذلك الشروط الضرورية للحصول على الولاية.
-يسهم هذا النظام بفعالية في توفير الرعاية الصحية والاجتماعية الضرورية لكبار السن، وضمان الحفاظ على حقوقهم في المسائل المالية والقانونية.
-من خلال تبني هذا النظام، يتم تعزيز الرعاية والاهتمام بفئة كبار السن، ويعزز دور المجتمع في دعمهم وتحسين جودة حياتهم بمزيد من البهجة.
حقوق كبار السن ورعايته
المادة الأولى:
ترادف الألفاظ والعبارات المذكورة في هذا النظام، حيثما تظهر، بالمعاني المحددة أمام كل منها:
– النظام: يشير إلى نظام حقوق كبير السن ورعايته.
– اللائحة: يشير إلى اللائحة التنفيذية للنظام.
– الوزارة: تعني وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
– الوزير: يرمز إلى وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
– كبير السن: يعبر عن أي مواطن قد بلغ من العمر ستين سنة فأكثر.
– حقوق كبير السن: تشمل جميع الحقوق الشرعية والنظامية لكبير السن، بما في ذلك حقوقه المالية والجسدية والاجتماعية والمعنوية.
– رعاية كبير السن المحتاج: تعرَّف على أنها توفير الاحتياجات الأساسية لكبير السن من سكن وطعام وملبس ورعاية صحية وجسدية ونفسية واجتماعية وترويحية.
– العائلة: تتضمن الأب والزوج أو الزوجة والذكور من الأولاد والأحفاد والإخوة.
– دار الرعاية الاجتماعية لكبير السن: تشمل أي جهة حكومية، أو جهة خاصة أو أهلية حصلت على ترخيص من الوزارة، وتقوم بإيواء ورعاية كبير السن وتقديم الخدمات الضرورية له.
المادة الثانية:
تتولى الوزارة تنسيق الجهود مع الجهات ذات العلاقة لتحقيق الأهداف التالية:
1. تمكين كبير السن من العيش في بيئة تحفظ حقوقه وتحترم كرامته.
2. نشر التوعية والتثقيف المجتمعي لتسليط الضوء على حقوق كبار السن واحترامها.
3. توفير معلومات إحصائية موثقة حول كبار السن لدعم الدراسات والبحوث وتطوير الخطط والبرامج.
4. تنظيم وتنفيذ برامج تعزز مهارات وخبرات كبار السن وتعزز اندماجهم في المجتمع.
5. تشجيع القادرين من كبار السن على العمل واستغلال برامج الدعم للجهات العاملة بهم.
6. دعم النشاطات التطوعية لخدمة كبار السن.
7. تأهيل المرافق والأحياء والمساجد لتكون صديقة لكبار السن وتلبي احتياجاتهم.
8. تخصيص أماكن لكبار السن في المناسبات العامة والمرافق العامة.
المادة الثالثة:
تمنح لكبير السن حق العيش مع أسرته، وتقع المسؤولية عن إيوائه ورعايته على أفراد الأسرة وفقًا للتسلسل الوارد في المادة السادسة من النظام.
المادة الرابعة:
يمنع إيواء كبير السن في دور الرعاية الاجتماعية إلا بموافقته أو بقرار قضائي، أو في الحالات التي تشكل تهديدًا لحياته أو سلامته وفقًا للضوابط المحددة في اللائحة.
المادة الخامسة:
يُعتبر كبير السن محتاجًا إذا كان عاجزًا عن تأمين ضروريات الحياة جزئيًا أو كليًا بسبب قصور في قدراته المالية أو البدنية أو النفسية أو العقلية، وتُحدد اللائحة الأحكام والضوابط المتعلقة بذلك.
المادة السادسة:
تتحمل الزوجة أو الزوج إعالة كبير السن إذا كانا قادرين على ذلك، وفي حال عجزهما يتحمل الأب إعالته إذا كان قادرًا، وإذا تعذر ذلك يكون على الأولاد الذكور إعالت
في ختام هذه المقالة، نجد أن شروط الولاية على كبير السن تشكل جزءًا حيويًا من النظام القانوني الذي يهدف إلى حماية ورعاية هذه الفئة الضعيفة والمحترمة في مجتمعنا. يتطلب فهم جوانب مختلفة من هذه الشروط تعاونًا فعّالًا بين الجهات المختصة والمجتمع بأسره.
في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها كبار السن، يصبح من الضروري التأكيد على أهمية تحديث وتعزيز تلك الشروط لتكون أكثر شمولاً وفعالية. يجب أن يتضمن النظام القانوني تدابير ملموسة لضمان الحماية الشاملة لحقوق كبار السن في المجتمع.
علينا أيضًا أن نفهم أن هذه الشروط ليست مسؤولية فقط للحكومة والهيئات الرسمية، بل ينبغي للمجتمع ككل أن يلتزم بدوره في تعزيز الوعي بحقوق كبار السن وتقديم الدعم والرعاية الضرورية. من خلال هذا التفاعل المشترك، يمكننا بناء مجتمع يعكس قيم الاحترام والرعاية لكبار السن ويضمن لهم حياة كريمة ومستقرة.
فلنعمل سوياً على تعزيز وتطوير شروط الولاية على كبير السن، ولنضع الرعاية لهم في صلب أولوياتنا المجتمعية، لنضمن لهم فترة متقدمة من الحياة تحمل في طياتها الراحة والكرامة والاهتمام.