“في مواجهة التحديات الإنسانية التي يواجهها العالم اليوم، تظل كلمة اللجوء تعبر عن قصص البحث عن الأمان والحماية، وفي قلب أوروبا، تلعب ألمانيا دورًا بارزًا في استقبال اللاجئين والمهاجرين الذين يسعون لحياة أفضل وآمنة، ومن بين أنواع اللجوء المتاحة، يبرز اللجوء الكنسي كخيار يعتمده العديد من الأفراد الباحثين عن الحماية والدعم. يتجلى دور الكنائس والمجتمعات الدينية الأخرى في هذا السياق كجسر إنساني يقدم العون والمساعدة للفئات المحتاجه، سنقوم بتسليط الضوء على مفهوم اللجوء الكنسي في ألمانيا، حيث نستكشف تاريخه وأسبابه ودور الكنائس في تقديم الدعم والمساعدة للمهاجرين واللاجئين، بالإضافة إلى التحديات والتطلعات المستقبلية.”
ما هو اللجوء الكنسى؟
اللجوء الكنسي هو إجراء مؤقت يتخذه الكنيسة لاستضافة شخص تم رفض طلب لجوئه، ويتم ذلك في إطار حماية محدودة تحت إشراف وحماية الأبرشيات.
يُمنح هذا النوع من اللجوء للأشخاص الذين يواجهون التهديد بالترحيل، بهدف منع تنفيذ عمليات الترحيل.
تستمر هذه الحماية المؤقتة في الغالب لفترة محددة من الزمن، تختلف حسب حالة كل شخص.
مساهمة المنظمات في تقديم اللجوء الكنسى في المانيا
-تلعب المنظمات المعنية باللجوء في ألمانيا دورًا بارزًا في توفير الحماية والدعم للأفراد الذين يحتاجون إلى اللجوء الكنسي.
-تعمل هذه المنظمات بالتعاون مع المجتمعات الكنسية لتوفير مأوى مؤقت ودعم شامل للمتضررين الذين يواجهون تحديات قانونية أو إنسانية.
-تسهل المنظمات المعنية باللجوء الكنسي في ألمانيا توفير مأوى مؤقت في مباني الكنائس للأفراد المتضررين، مما يسهل التفاوض بشأن وضعهم القانوني والإنساني.
-تؤمن هذه المنظمات حماية حقوق الإنسان وتقديم الدعم القانوني والرعاية الطبية والخدمات الاجتماعية للأفراد المحتاجين.
-تلعب هذه المنظمات دورًا رئيسيًا في زيادة الوعي العام بالتحديات التي يواجهها اللاجئون، وتعزز الطلب على سياسات لجوء أكثر عدالة وإنسانية، ومن خلال جهودها، تساعد في ضمان الحماية والسلامة لأولئك الذين يبحثون عن مأوى آمن بعيدًا عن الاضطهاد والخطر.
-تقدم المنظمات المهتمة باللجوء الكنسي في ألمانيا الدعم للمجتمعات الكنسية وتنظيم اللجوء للأفراد المحتاجين. وتقدم هذه المنظمات المعلومات والنصائح والدعم العملي لطالبي اللجوء والكنائس المستضيفة.
من بين هذه المنظمات:
– منظمة برو آزيل (Proasyl)
– منظمة كاريتاس (Caritas)
– منظمة دياكوني (Diakonie)
– مجلس اللاجئين (Flüchtlingsrat)
تقدم هذه المنظمات معلومات مفيدة حول العناوين والمواقع التي يمكن للأفراد الباحثين عن اللجوء الكنسي اللجوء إليها في ألمانيا.
أقرأ ايضاً: المحكمة الثانية للاجئين في ألمانيا | متى يتم اجراء المحكمة الثانية للاجئين
شروط اللجوء للكنيسة في المانيا
هناك مجموعة من الشروط التي وضعتها الكنيسة للموافقة على منح اللجوء الكنسي في ألمانيا، وتتضمن هذه الشروط:
1. تهديد الشخص المعني بالترحيل من البلد، حيث يكون وجوده في خطر في حال تم ترحيله.
2. تعرض حياة الشخص للخطر بعد الترحيل، سواء بسبب مشكلة صحية خطيرة لا يمكن علاجها في بلده أو لانفصاله عن العائلة.
3. وجود فرص لتجنب ترحيل الشخص، وتشمل ذلك استئناف الإجراءات، واللجوء إلى إجراءات قانونية جديدة، وتقديم طلبات للمشقة، والتماسات.
4. قبول اللاجئ بالعيش في ظروف معيشة مقيدة بالكنيسة، والتزامه بمغادرتها فور انتهاء مدة اللجوء المتفق عليها.
5. في بعض الحالات، قد يقدم المجتمع دعمًا كاملاً للملجأ الكنسي في حال احتاج الأمر إلى دعم خارجي.
تلك الشروط تمثل جزءًا من الإجراءات التي تضعها الكنيسة لتقديم اللجوء الكنسي، وتهدف إلى ضمان أمان ورعاية الأفراد الذين يلجأون إليها بحثًا عن الحماية والدعم في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.
ماذا بعد انتهاء اللجوء الكنسي بألمانيا؟
بعد انتهاء فترة اللجوء الكنسي في ألمانيا، يمكن أن تنتج نتيجتان:
-النتيجة الإيجابية تتيح للفرد البقاء في البلاد وتمنع ترحيله، حيث يمكن للدولة الاعتراف بظروفه وتمنحه حماية إضافية.
-النتيجة السلبية فتشمل ترحيل اللاجئ إلى بلده الأصلي، وإلى جانب الإجراءات المرتبطة بالترحيل إلى بلد الأصل، قد تشمل العمليات الإعادة إلى بلد آخر في أوروبا، خصوصاً إذا كان الشخص قد سجل بصمته في دولة أوروبية أخرى وفقًا لنظام دبلن.
-بموجب هذا النظام، تكون ألمانيا ملزمة بتنفيذ إجراءات اللجوء وإعادة الشخص المعني للبلد المشار إليه في غضون 6 أشهر من تاريخ اتخاذ القرار.
-يتعين على الشخص المتأثر الامتثال لهذه الإجراءات والتعاون مع السلطات المختصة في البلاد لضمان تنفيذ الإجراءات اللازمة بموجب القوانين والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
ماذا بعد رفض طلب اللجوء في ألمانيا؟
بعد رفض طلب اللجوء في ألمانيا، يوجد عدة خيارات يمكن اتخاذها:
1. تقديم شكوى: يمكن للشخص الذي تم رفض طلب لجوئه أن يتخذ إجراءات قانونية ضد مكتب الهجرة واللاجئين الألماني (BAMF)، وتقديم دعوى قضائية للمحكمة للبت في إمكانية الحصول على إقامة أو حماية إضافية.
2. طلب لجوء لاحق: يمكن تقديم طلب لجوء لاحق (Asylfolgeantrag) بعد رفض الطلب الأول، حيث يتم إظهار أدلة جديدة تفيد بتعرض الشخص للمزيد من الاضطهاد أو حدوث ظروف جديدة في بلده.
3. الإقامة المؤقتة (Duldung): يمكن منح الإقامة المؤقتة للأشخاص الذين لديهم أسباب تمنعهم من المغادرة الفورية من البلاد، مثل العلاج الطبي أو الانتظار لنتيجة الإجراءات القانونية.
4. تقديم التماس (Petition): يمكن للشخص المعني تقديم التماس إلى البرلمان الألماني للنظر في قضيته بشكل عام، ولكن قد يكون هذا الخيار ضعيفًا لوقف عمليات الترحيل.
تلك الخيارات تمثل الخطوات التي يمكن اتخاذها بعد رفض طلب اللجوء في ألمانيا، وتهدف إلى توفير الحماية والدعم للأفراد الذين يواجهون الاضطهاد أو الخطر في بلدانهم.
عناوين الكنائس التي تقبل طلبات اللجوء الكنسي في ألمانيا
إليك بعض المعلومات حول بعض عناوين الكنائس والمنظمات التي تقبل طلبات اللجوء الكنسي في ألمانيا:
1. منظمة أفو (AWO):
– الوصف: منظمة حقوق الإنسان تدعم الفئات الهشة والمحرومة اجتماعيًا، بما في ذلك المهاجرين.
– الخدمات: تصاريح الإقامة، لم الشمل العائلي، بحث عن عمل، بحث عن سكن.
– للتواصل: البريد الإلكتروني: info@awo.org، الهاتف: 090 263 030.
2. منظمة كاريتاس (CARITAS):
– الوصف: منظمة خيرية تقدم الدعم للمهاجرين واللاجئين في ألمانيا.
– الخدمات: لم الشمل العائلي، توعية بحقوق اللاجئين، تعلم اللغة الألمانية، دعم المغادرة من ألمانيا.
– للتواصل: الهاتف: 0049 761 200-418، البريد الإلكتروني: info@caritas.de.
3. جمعية دياكونيا (DIAKONIE):
– الوصف: جمعيات كنسية تقدم دعمًا لفئات متنوعة من المجتمع، بما في ذلك المهاجرين.
– الخدمات: دعم كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، مساعدة العاطلين عن العمل، دعم الشباب، دعم الأسر والمرضى.
4. منظمة برو آزيل (Proasyl):
– الوصف: منظمة تساعد اللاجئين وتدافع عن حقوقهم في ألمانيا، وتسعى لتغيير الصورة النمطية حولهم.
– الخدمات: دعم قانوني، تعريف اللاجئين بحقوقهم، مساعدة في التواجه مع القضاء.
– للتواصل: الهاتف: +49 (0) 69 – 24 23 14 – 0، البريد: PRO ASYL, POSTFACH 16 06 24, 60069 FRANKFURT/M.
بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد من المنظمات الإسلامية في ألمانيا التي تقدم دعمًا للمهاجرين واللاجئين، مثل الجمعية الإسلامية والهلال الأحمر الإسلامي والإغاثة الإسلامية ومسلمون ضد التعصب.
أسباب رفض اللجوء في المانيا؟
إليك أهم عشرة أسباب لرفض طلبات اللجوء في ألمانيا:
1. وجود حماية سابقة في دولة أخرى، خاصة داخل إطار الاتحاد الأوروبي، مما يعني أن الفرد قد تلقى حماية سابقة في دولة أخرى، مما يجعله غير مؤهل للحصول على اللجوء في ألمانيا.
2. اعتبار بلد ثالث آمن، حيث يتم رفض اللجوء إذا كان هناك بديل آمن للاستقرار خارج إطار الاتحاد الأوروبي.
3. تقديم معلومات غير دقيقة أو مضللة في طلب اللجوء، مما يؤدي إلى عدم صدق الطلب وبالتالي رفضه.
4. تقديم طلب اللجوء لأسباب اقتصادية دون وجود حالة طارئة، حيث يتم رفض اللجوء إذا كانت دوافع الشخص تتعلق بالبحث عن فرص اقتصادية.
5. تقديم طلبات متكررة بمعلومات شخصية مختلفة، مما يشير إلى عدم جدية الطالب وقد يؤدي إلى رفض اللجوء.
6. عدم التعاون مع السلطات الألمانية في تحديد حقائق قضية اللجوء، مما يجعل الطلب غير موثوق وقابل للرفض.
7. وجود مخاوف بشأن أمن المجتمع أو تهديد أمني من الفرد، مما يجعله غير مؤهل للحصول على اللجوء.
8. انتهاك الالتزامات القانونية المتعلقة بعملية اللجوء، مما يعني عدم امتثال الشخص للقوانين والضوابط المحددة، مما يؤدي إلى رفض اللجوء.
9. استخدام وثائق مزورة أو أدلة غير صحيحة في طلب اللجوء، مما يجعل الطلب غير قابل للتصديق ويؤدي إلى رفضه.
10. تقديم طلب اللجوء لتجنب إنهاء الإقامة، بدون وجود حالة طارئة، مما يعتبر استخدامًا غير مشروع لعملية اللجوء ويؤدي إلى رفض الطلب.
الختام
يظهر أن عملية اللجوء في ألمانيا تتضمن عددًا من التحديات والمعايير التي يجب على الأفراد الباحثين عن اللجوء أن يفهموها ويتعاملوا معها بجدية، تلك العوامل التي قد تؤدي إلى رفض طلبات اللجوء تعكس التوازن الحساس الذي تحاول ألمانيا المحافظة عليه بين تقديم الحماية للأفراد الذين في حاجة ماسة لها وبين ضمان صحة ونزاهة العملية،على الرغم من التحديات التي قد تواجه الأفراد في طلبات اللجوء، فإن النظام الألماني يسعى دائمًا إلى ضمان تطبيق القوانين بشكل عادل وموضوعي، مع مراعاة الظروف الفردية لكل شخص، ومع ذلك، فإن التعاون الصادق مع السلطات وتقديم المعلومات الصحيحة والدقيقة يمكن أن يكون له دور كبير في زيادة فرص نجاح طلب اللجوء،بالتالي، يجب على الأفراد الباحثين عن اللجوء في ألمانيا أن يكونوا على دراية بحقوقهم وواجباتهم، وأن يلتزموا بالقوانين والضوابط المحددة، وأن يتعاونوا بصدق مع السلطات خلال عملية اللجوء، هذا النهج الشفاف والصادق يمكن أن يساهم في تسهيل العملية وزيادة فرص الحصول على الحماية لأولئك الذين في حاجة إليها بشكل حقيقي.