يواجه العالم في الوقت الحاضر تحديات هائلة في مجال اللجوء، حيث يتعرض الكثيرون لخطر حقيقي في بلدانهم، مما يجعل البحث عن مأوى في بلدان أخرى أمرًا ضروريًا، يعتبر إيطاليا واحدة من الوجهات الرئيسية للعديد من اللاجئين الباحثين عن الأمان والحياة الأفضل، ومع ذلك، يظهر بوضوح أن هناك عيوبًا في نظام اللجوء الإيطالي تؤثر بشكل كبير على تجربة اللاجئين وتضع تحديات أمام المجتمع المحلي، سنتناول استعراضًا لعيوب نظام اللجوء في إيطاليا، محاولة فهم التحديات التي يواجهها اللاجئون خلال عملية اللجوء وفترة الإقامة، بالإضافة إلى الآثار السلبية على المجتمع المحلي، من خلال التفكير النقدي وتقديم تحليل متوازن، نتساءل حول كيفية تحسين هذا النظام لضمان حقوق اللاجئين وتحقيق التوازن اللازم بين الاستقبال الإنساني والحفاظ على استقرار المجتمع.
أنواع اللجوء في ايطاليا
1. اللجوء العادي في إيطاليا:
-يعتبر هذا النوع من اللجوء الشهير والمعروف، حيث يتطلب وجود خطر يهدد حرية الشخص أو حياته.
-يجسد هذا النوع من اللجوء الحاجة الملحة للحماية من التهديدات الحقيقية والخطر الكبير الذي قد يواجهه الفرد في بلده.
2. اللجوء السياسي في إيطاليا:
-يتطلب اللجوء السياسي في إيطاليا إثبات الحاجة إليه من خلال توضيح سبب يجعل الفرد يستحق حماية سياسية.
-يخصص هذا النوع للمعارضين وأصحاب الآراء السياسية المختلفة في بلدانهم.
-يمكن أيضًا لقادة الجيش المنشقين عن جيوش بلادهم لأسباب سياسية اللجوء إلى إيطاليا.
3. اللجوء البيئي في إيطاليا:
-يتعلق هذا النوع من اللجوء بالأفراد الذين يواجهون تحديات ناتجة عن الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل، والبراكين، والأعاصير.
-يسمح للمتضررين من هذه الكوارث بالتقديم للجوء في إيطاليا، شريطة تقديم دليل يثبت وقوع الحدث الطبيعي في بلدهم، وبناءً على ذلك يُمنحون صفة لاجئ بيئي.
رواتب اللاجئين في ايطاليا
تناولنا سابقًا مسألة مساوئ اللجوء في إيطاليا، ومن بين هذه المساوئ يظهر القلق الكبير بشأن قضية الراتب. إذ تقدم الحكومة الإيطالية رواتب تعتبر ضئيلة للغاية ولا تلبي احتياجات الفرد للعيش بكرامة في إيطاليا.
-يقال إن الراتب اليومي للّاجئ يبلغ 32 يورو، إلا أن الواقع يكشف أن اللاجئ يتلقى فقط نحو 2.5 يورو يوميًا. -يتوجب على اللاجئ استخدام هذا المبلغ في مسائل أخرى بخلاف تكاليف الطعام والشراب، نظرًا لأن الجزء الباقي يخصص لغايات أخرى ذات صلة بحياته واحتياجاته.
-في الحالات العادية، يتلقى اللاجئ ما يقارب 216 يورو شهريًا.
-يتلقى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا مبالغ تتراوح بين 100 إلى 150 يورو، هذا الواقع المالي الضيق يفرض تحديات جسيمة على اللاجئين في محاولتهم لضمان حياة كريمة واستقرارًا في بلد اللجوء.
عيوب اللجوء في إيطاليا
كما سلطنا الضوء في المقدمة على تحديات اللجوء في إيطاليا، فإن هناك عدة عيوب تشكل عقبات كبيرة أمام اللاجئين الذين يختارون هذا الوجهة الأوروبية.
تفصيلاً، يتضح أن هناك جملة من التحديات والعيوب التي تواجه اللاجئين في إيطاليا، ومن بين هذه العيوب:
1. مدة الإجراءات:
يتعين على اللاجئين في إيطاليا مواجهة تحدٍّ يتمثل في طول فترة إجراءات اللجوء، مما يشكل أزمة حقيقية بالنسبة للذين يعيشون في هذا البلد.
2. قضايا العنصرية والاضطهاد:
بعض اللاجئين قد واجهوا في السابق حالات من التمييز والاضطهاد على أساس العنصرية من بعض الأفراد الإيطاليين، مما يزيد من تعقيدات وضعهم.
3. عدم إمكانية العمل:
اللاجئون الذين يقدمون طلبات اللجوء بشكل رسمي لا يمكنهم ممارسة العمل في إيطاليا، وهو الأمر الذي يشكل أزمة كبيرة خاصة بالنسبة للأسر العربية اللجوء إليها.
4. تبديد الانتظار:
يجد اللاجئون أنفسهم في حالة من التبديد والاعتماد على دعم الحكومة الإيطالية، التي تُقدم رواتب محددة يعيشون منها دون القدرة على العمل.
أقرأ ايضاً: المعيشة في ايطاليا | ما هى شروط العيش فى ايطاليا
5. فترة الإقامة الطويلة:
يفرض على اللاجئ البقاء في إيطاليا وتحمّل الظروف الصعبة لفترة لا تقل عن خمس سنوات قبل أن يحقق حقوقه في هذا البلد.
6. التهديد بالترحيل:
ليس ذلك وحسب، بل تحتفظ السلطات الإيطالية بحق ترحيل اللاجئين عن أراضيها في أي وقت، مما يُضع الفرد في حالة عدم استقرار وقلق دائم.
شروط اللجوء فى إيطاليا
يتوجب على طالب اللجوء في إيطاليا أن يكون معرضًا لتهديد حقيقي في بلاده، مما يعرض حياته أو حريته للخطر في حالة ترحيله من إيطاليا، ويتم تحديد هذا التهديد بناءً على الأسباب التالية:
1. الحروب الأهلية:
يمكن للشخص الذي يخشى التهديدات الناتجة عن الحروب الأهلية في بلده أن يكون مؤهلاً للجوء.
2. الآراء السياسية:
يُسمح باللجوء للأفراد الذين يواجهون تهديدًا نتيجة لآرائهم أو أفكارهم السياسية.
3. الديانة والعرق:
يعتبر اللجوء متاحًا للأفراد الذين يتعرضون لتهديدات بناءً على ديانتهم أو عرقهم.
4. الانضمام لجماعات سياسية:
يمكن للشخص الذي يواجه تهديدًا بسبب انتمائه لأي جماعات أو أحزاب سياسية أن يكون مؤهلاً للجوء.
5. الميول الجنسية:
يسمح باللجوء للأفراد الذين يتعرضون لتهديدات بسبب ميولهم الجنسية.
علاوةً على ذلك، يلزم الشخص الراغب في طلب اللجوء تقديم أدلة قاطعة تثبت صحة ما يقوله بشأن التهديدات التي يواجهها في بلده، مما يشدد على أهمية توفير توثيق دقيق لضمان استجابة فعّالة لطلب اللجوء.
أماكن تقديم اللجوء فى ايطاليا
-يتاح للأفراد تقديم طلب اللجوء في إيطاليا بمجرد وصولهم إلى أحد مطاراتها أو عبر الحدود الإيطالية.
-يمكن تقديم الطلب في أحد مراكز الشرطة الإيطالية.
يلاحظ أنه عند تقديم الطلب في أي مطار في إيطاليا، بما في ذلك مطار روما، يتم التعامل معه بنفس الطريقة المتبعة في المطارات الأخرى. ومع ذلك، يلزم المتقدم بتقديم أدلة كافية تثبت ضرورة اللجوء إلى الدولة، حيث يتوقف قبول طلب اللجوء على وفرة وصحة هذه الأدلة.
الوثائق المطلوبة لتقديم طلب اللجوء فى ايطاليا
لتقديم طلب اللجوء في إيطاليا، يتعين على الفرد تقديم مجموعة من المستندات الأساسية، وتشمل:
1. جواز السفر الساري:
يجب على الفرد تقديم جواز سفر ساري المفعول والذي يكون له تأشيرات صالحة.
2. مستندات تثبت الهوية:
يطلب من الشخص تقديم مستندات تثبت هويته بشكل واضح وصحيح.
3. رخصة القيادة:
إذا كان لدى الفرد رخصة قيادة، يفضل تقديمها كمستند إضافي.
4. شهادة إنهاء الخدمة العسكرية:
على الشخص الراغب في طلب اللجوء تقديم شهادة تفيد بإنهاء الخدمة العسكرية إن كانت هذه الشهادة متاحة.
5. شهادة الميلاد الأصلية:
يجب تقديم نسخة أصلية من شهادة الميلاد، حيث يفضل الاحتفاظ بنسخة إضافية.
توفير هذه المستندات الضرورية يساعد في تبسيط عملية تقديم الطلب ويزيد من فرص نجاح الطلب للحصول على حق اللجوء في إيطاليا.
الختام
في نهاية هذا النقاش حول عيوب نظام اللجوء في إيطاليا، يظهر بوضوح أن هناك تحديات هامة تواجه اللاجئين وتؤثر على تجربتهم في هذا البلد الأوروبي، من تأخر في إجراءات اللجوء إلى التحديات المالية وقلة فرص العمل، يجب أن ندرك أن هذه العيوب لها تأثيرات على الحياة اليومية والاستقرار النفسي للأفراد الذين يبحثون عن الأمان،وذلك لتحقيق تطوير في نظام اللجوء في إيطاليا، يتعين على الحكومة أن تتخذ خطوات إيجابية نحو تحسين الإجراءات وتوفير فرص أفضل للاندماج والعيش الكريم،لذك يجب أن يكون التركيز على حقوق الإنسان وتوفير بيئة مستدامة لللاجئين، مع التأكيد على التعاون الدولي لمواجهة التحديات العابرة للحدود.