في ظل التحديات العالمية المتعلقة بالهجرة واللجوء، تواجه الحكومات حول العالم تحديات متنوعة في إدارة أوضاع الأفراد القادمين من دول مضطربة أو مهددة بالحروب، واحدة من الأدوات القانونية التي تستخدمها الحكومات لإدارة وضع هؤلاء الأفراد هي ما يُعرف بقانون “Duldung” في ألمانيا،حيث يشكل هذا القانون جزءاً أساسياً من النظام القانوني الألماني المتعلق بالهجرة واللجوء، حيث يُمنح للأفراد ظروف مؤقتة للإقامة تستند إلى موافقة مؤقتة من السلطات،نهدف إلى فهم مفهوم قانون Duldung في ألمانيا، واستكشاف التحديات التي تواجه الأفراد الذين يعيشون تحت هذا النظام، بالإضافة إلى استعراض الآفاق المستقبلية والإصلاحات المحتملة لتحسين الوضع. سيتم في هذه المقالة استعراض تاريخ هذا القانون، وتحليل القيود والحقوق المرتبطة به، وتقديم النقاش حول الآثار الاجتماعية والنفسية للحياة تحت وضع الـ duldung ، من خلال ذلك، يُعزى الهدف من هذه المقالة إلى تسليط الضوء على قضية مهمة في السياق الهجرة واللجوء في ألمانيا، والتأكيد على أهمية إيجاد حلول قانونية واجتماعية لتحسين أوضاع الأفراد المعنيين.
يتم منح الأشخاص وثيقة في ألمانيا duldung
يتم منح الأشخاص وثيقة duldung في ألمانيا في عدة حالات تشمل:
1. إصابة الشخص بمرض شديد وعدم قدرته على الحصول على العلاج اللازم في بلاده.
2. عدم وجود رحلات للشخص للعودة إلى بلده.
3. بدء الشخص تدريبًا مهنيًا في ألمانيا.
4. الإقامة بغرض الدراسة.
5. الإقامة بغرض العمل.
6. وجود دعوى قضائية يتعين على الشخص المقيم في ألمانيا شهادته فيها، مما يستدعي منحه تصريح إقامة متسامحة.
7. العمل في ألمانيا لمدة سنة ونصف على الأقل، بشرط العمل لخمس وثلاثين ساعة على الأقل في الأسبوع، وعدم الحصول على مساعدات مالية من مكتب الرعاية الاجتماعية، والحصول على شهادة تثبت مستواه في اللغة الألمانية (A2 أو أعلى)، وقد وصل إلى ألمانيا قبل أول أغسطس 2018.
8. حالة نادرة تشمل ظهور المجاعات في بلدهم أو تعرضهم لكوارث طبيعية.
ما هي اقامة duldung في المانيا؟
-في ألمانيا، يُعتبر “الإقامة المتسامحة” أو duldung إجراءً قانونيًا يُمنح للأفراد الذين يجدون أنفسهم مضطرين لمغادرة البلاد ولكن تعترضهم عوائق قانونية أو واقعية.
-يُسمح للفرد الحاصل على وثيقة duldung بالبقاء في ألمانيا بشكل قانوني لفترة محدودة، ورغم أنها ليست تصريح إقامة رسمي، إلا أنها تُمنح الفرصة للبقاء في انتظار اتخاذ قرار بشأن طلب اللجوء أو الحماية الدولية.
-تُمنح وثيقة duldung عادة لفترات قصيرة تتراوح بين أيام إلى أسابيع أو حتى أشهر، ويُضاف تاريخ صلاحية على الوثيقة ليشير إلى نهاية فترة التأجيل.
-يُطلب من الشخص الذي يحمل duldung الذهاب إلى مكتب شؤون الأجانب في ألمانيا (Ausländerbehörde) قبل انتهاء تاريخ صلاحية الوثيقة لتمديد فترة التأجيل، وذلك في حال وجود عقبات تمنع عملية الترحيل أو وجود أسباب أخرى لتأخيره.
-عندما ينتهي تاريخ صلاحية duldung، يُصبح الشخص عرضةً للترحيل إذا لم يتمكن من الحصول على أي نوع من أنواع التصاريح الأخرى في ألمانيا، سواء كنت تنوي الحصول على Duldung في ألمانيا أم لا، يُمكنك الحصول على النصح والإرشادات من المنظمات الاستشارية أو المحامين، حيث سيقدمون لك المعلومات اللازمة حول خياراتك والإجراءات التي يجب اتخاذها في حالتك الخاصة.
وهذا يعرف من خلال قانون duldung في ألمانيا.
أقرأ ايضاً: الاوزفايز الاخضر في ألمانيا | ما هى انواع الاقامات في المانيا
كيفية الحصول على اقامة duldung في ألمانيا؟
كيفية الحصول على الإقامة المتسامحة في ألمانيا
-الحصول على الإقامة المتسامحة في ألمانيا، المعروفة بـ Duldung، يمثل تحدياً قانونياً يواجه الأفراد الذين يواجهون تهديدًا بالترحيل لأسباب قانونية أو واقعية.
-إذا تم رفض طلب اللجوء الخاص بك أو دخلت الأراضي الاتحادية بدون تأشيرة أو تصريح إقامة، ولم تتقدم بطلب للحصول على اللجوء في ألمانيا، يجب عليك مغادرة البلاد، ولكن في بعض الحالات الخاصة، يمكن منح إذن البقاء Duldung.
-سنقدم في السطور التالية نظرة موجزة على كيفية الحصول على الإقامة المتسامحة في ألمانيا، المعروفة بـ “Duldung”.
-سنركز على الشروط والحقوق المصاحبة، بالإضافة إلى التفاصيل حول صلاحية وتجديد الوثيقة، ونناقش إمكانية ترحيل حاملي وثيقة duldung، إلى جانب إجراءات تقديم طلب الحصول على هذه الإقامة وفحص إمكانية العمل بها.
ويسهل الحصول على الاقامة من خلال الالتزام بقانون duldung في ألمانيا
ما أسباب منح اقامة duldung في ألمانيا؟
أسباب منح الإقامة المتسامحة في ألمانيا
تتمثل مؤهلات الحصول على الإقامة المتسامحة “Duldung” في الحالات التي تجعل من الترحيل غير ممكن في الوقت الحالي، قد تشمل هذه الأسباب:
1. عدم إمكانية الترحيل لأسباب قانونية أو واقعية، مثل عدم وجود جواز سفر أو عدم القدرة على السفر بسبب أسباب صحية أو عدم وجود خدمة جوية بين ألمانيا وبلد المُعني.
2. ضرورة البقاء في ألمانيا لأسباب إنسانية أو شخصية هامة وعاجلة، مثل الانتهاء من مراحل الدراسة أو العلاج الطبي، أو الاهتمام بأفراد الأسرة المرضى.
3. استمرار تواجدك في ألمانيا يخدم مصلحة عامة، مثل شهادتك في دعوى قضائية.
4. بدء الدراسة أو التدريب في ألمانيا بموجب نظام التدريب المهني المزدوج أو تعلم اختصاص جديد، حيث قد يُمنحك الاقامة المتسامحة بهدف الدراسة “Ausbildungsduldung”.
5. توافر شروط محددة مثل وجود وثيقة Duldung لمدة لا تقل عن 12 شهرًا، وحصولك على وثائق هوية من بلدك الأم، والعمل لمدة لا تقل عن 18 شهرًا و35 ساعة في الأسبوع، ولم تتلق مدفوعات أو مساعدات من الضمان الاجتماعي، وتجيد اللغة الألمانية على مستوى A2 أو أعلى، ودخولك إلى ألمانيا قبل 08/01/2018، حيث قد تكون مؤهلاً لحصولك على الإقامة المتسامحة بغرض العمل “Beschäftigungsduldung” لمدة تصل إلى 30 شهرًا.
6. وجود حظر على الترحيل إلى بلدة معينة صادر عن وزارة الداخلية في المقاطعة أو الاتحادية.
توفر هذه الأسباب إمكانية حاملي الإقامة المتسامحة بالبقاء في ألمانيا وفقًا للشروط والالتزامات المحددة لكل حالة.
ما هي حقوق حامل اقامة duldung في ألمانيا؟
حقوق حاملي الإقامة المتسامحة في ألمانيا، “Duldung”، تكون محدودة وتُنظم بموجب قواعد خاصة، فيما يلي نظرة عامة على حقوقهم:
1. لا يمكنك العمل إلا إذا منحك مكتب شؤون الأجانب في ألمانيا تصريح عمل.
2. يمكنك الدراسة في إحدى الجامعات أو تعلم تخصص جديد بواسطة التدريب المهني “Ausbildung”. بالنسبة للتدريب المهني، يجب أيضًا الحصول على تصريح عمل.
3. لا يمكنك حضور دورات الاندماج والمشاركة فيها، ولكن يمكنك التحقيق في توفر الأماكن في هذه الدورات من أجل تعلم اللغة الألمانية وتقديم طلب للموافقة عليه.
4. تحصل على مزايا لطالبي اللجوء “Asylbewerberleistungen”، ولا يحق لك الحصول على مزايا ومعونات من مركز العمل “Jobcenter”.
5. لا يحق لك الحصول على بدل الوالدين “Elterngeld” أو علاوة الأطفال “Kindergeld”.
6. لا يمكنك الانتقال إلى مدينة أو مقاطعة أخرى أو نقل مكان إقامتك خلال تلقيك المساعدة العامة من الحكومة.
7. لا يمكنك زيارة بلدان أخرى والسفر إلى الخارج مع الإقامة المتسامحة، حيث قد يتم إلغاء الـ “Duldung” إذا غادرت الأراضي الألمانية.
8. يجب عليك الكشف عن هويتك لمكتب الأجانب وتزويده بمعلومات جنسيتك وإرفاق كافة الوثائق المختصة.
9. يحق لسلطات مكاتب الأجانب والهجرة جمع البيانات من هاتفك الذكي أو جهاز الكمبيوتر الخاص بك إذا كان ذلك ضروريًا لإثبات هويتك.
تجمع هذه القواعد بين توفير بعض الحقوق وتحديد الالتزامات لضمان استمرارية إقامة حاملي الإقامة المتسامحة في الأراضي الألمانية.
ما مدة صلاحية اقامة duldung في ألمانيا؟
ما مدة صلاحية الإقامة المتسامحة في ألمانيا؟
-تُعتبر الإقامة المتسامحة duldung في ألمانيا خيارًا مؤقتًا، حيث يتم منح وثيقة duldung عادة لفترة قصيرة تتراوح بين شهر وستة أشهر، وتتطلب تجديدها بشكل دوري.
-في حالة عدم إمكانية ترحيل الفرد في الوقت الحالي، يتم تمديد الـ Duldung، وقد يشمل هذا التمديد عدة مرات على مدى سنوات، ومع اختفاء العوائق التي تحول دون العودة إلى الوطن، وفي حال عدم وجود أسباب جديدة لتأجيل آخر، يمكن أن يتوقف تجديد وثيقة duldung، ويتعرض الفرد لخطر الترحيل في هذه الحالة.
-تُعتبر تاريخ انتهاء صلاحية وثيقة duldung المشار إليه في الوثيقة مجرد تاريخ دون ضمان عدم الترحيل قبل هذا الوقت.
-تُذكِّر وثيقة duldung أيضًا بأن صلاحيتها قد تفقد في ظل ظروف معينة، مثل انتهاء العلاج الطبي أو استلام جواز السفر.
-يحتفظ مكتب الأجانب بالحق في إلغاء وثيقة duldung في أي وقت إذا لم يعد هناك أسباب لتمديدها، مثل حالة انتهاء القيود على السفر بين ألمانيا وبلد الشخص حامل الوثيقة، في هذه الحالة، تفقد الإقامة المتسامحة أو وثيقة duldung صلاحيتها، ويمكن أن يتم ترحيل الفرد المعني.
هل يمكن ترحيل حامل وثيقة duldung ؟
-نعم، يمكن ترحيل حامل وثيقة دولدونغ في ألمانيا يجب فهم أن وثيقة دولدونغ تُعتبر إجراءًا مؤقتًا يُعلق على ترحيل الفرد لفترة محددة، وليس تصريحًا دائمًا بالبقاء.
-إذا انتهت صلاحية الوثيقة أو تم إلغاؤها، يُصبح من الممكن تنفيذ عملية الترحيل دون إشعار مسبق.
-في حالة وجود وثيقة دولدونغ لمدة تزيد عن عام، يجب على الفرد تلقي تحذير بالترحيل قبل شهر على الأقل، وهو ما يُعرف بتهديد الترحيل “Abschiebungsandrohung”.
-يجب التنويه إلى أن هذه القاعدة لا تنطبق على حاملي وثيقة دولدونغ وفقًا للمادة 60 بموجب قانون الإقامة الألماني.
-وثيقة دولدونغ تتيح تأجيل الترحيل لفترة محددة، لكنها لا تمنح الحماية الدائمة، وعندما تنتهي صلاحيتها أو يتم إلغاؤها، يُمكن تنفيذ عملية الترحيل دون إعطاء إنذار مسبق.
فرص العمل مع اقامة duldung في ألمانيا
في الأشهر الثلاثة الأولى في ألمانيا، يُسمح للاجئين الحاصلين على وثيقة دولدونغ بالعمل في أنواع محددة من الوظائف التي لا تتطلب موافقة الوكالة الاتحادية للعمل بموجب § 32 Abs. 2 BeschV.
وتتضمن هذه الأنشطة بشكل عام:
– التدريب المهني في مهنة معترف بها من الدولة أو قابلة للمقارنة، سواء كانت لمدة عامين على الأقل أو مع فترة تدريب قياسية أقصر، مثل مساعدة رعاية المسنين.
– الفترة التدريبية § 32 Abs. 2 Nr. 1 BeschV التي يتم إجراؤها لأغراض التوجيه للحصول على تدريب مهني أو درجة (بحد أقصى 3 أشهر).
– المؤهل التمهيدي § 54a SGB III أو التدريب كجزء من التدبير التدريب المهني.
– المشاركة في العمل التطوعي الفيدرالي أو غيره من الخدمات التطوعية المنظمة قانونًا.
– العمل مع الأزواج أو الأقارب المقربين مثل الوالدين أو الأطفال إذا كنتم تعيشون معًا.
– العمل كشخص مؤهل تأهيلا عاليًا، مثل عالم مع معرفة متخصصة خاصة.
إذا لم تمنع من العمل وكنت تعيش في ألمانيا لمدة ثلاثة أشهر، فيجب على سلطة الأجانب إدخال بند إضافي “يسمح بالعمل فقط بإذن من سلطة الأجانب” في وثيقة الإقامة الخاصة بك بعد ذلك يمكنك التقدم بطلب للحصول على تصريح عمل لوظيفة معينة في مكتب الهجرة. تحسب الأشهر الثلاثة عدد المرات التي حصلت فيها على تصريح إقامة أو إثبات وصول أو تصريح إقامة مثل التأشيرة.
تصريح العمل هذا صالح فقط لوظيفة محددة جدًا في شركة معينة، يجب عليك أولًا محاولة العثور على وظيفة، وبعد ذلك يمكنك التقدم بطلب للحصول على تصريح عمل. سيتم التحقق من ما إذا كان يجب توظيفك في ظل ظروف عمل أسوأ من الموظفين الألمان المماثلين (فحص ظروف العمل).
الختام
يمثل الحصول على الإقامة المتسامحة في ألمانيا خطوة مهمة للأفراد الذين يواجهون تحديات قانونية أو واقعية تعيق عودتهم إلى بلدانهم، على الرغم من أن هذه الوثيقة توفر إمكانية مؤقتة للبقاء، إلا أنها تفتح أبوابًا لفرص العمل والتدريب والتعليم التي قد تساعد في بناء مستقبل مستقر في ألمانيا، ومع ذلك، يجب على حاملي الإقامة المتسامحة أن يكونوا على دراية بالحقوق والواجبات المرتبطة بهذه الوثيقة، بما في ذلك القيود على العمل والتنقل، وضرورة التزامهم بالقوانين والتعليمات المحلية، من خلال الالتزام بالشروط والاحترام للقوانين، يمكن لحاملي الإقامة المتسامحة الاستفادة القصوى من الفرص المتاحة لهم في المجتمع الألماني والمساهمة فيه بشكل فعّال.