في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية العالمية، تعد ظاهرة الهجرة والعودة أمرًا لا يمكن تجاهل، ومن بين الأشخاص الذين يختارون العودة إلى بلادهم الأصلية بشكل طوعي، تتصدر فئة الفرنسيين قائمة العائدين، يعود هذا الاهتمام المتزايد بالعودة الطوعية من فرنسا إلى مجموعة متنوعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية،تتنوع دوافع الفرنسيين للعودة الطوعية من فرنسا، سواء كان ذلك لأسباب عائلية، أو اقتصادية، أو حتى ثقافية ومع ذلك، فإن العودة الطوعية تواجه مجموعة من التحديات الهامة التي يجب مواجهتها وفهمها بعناية،حيث نهدف إلى استكشاف تحديات وفرص العودة الطوعية من فرنسا، وتقديم تحليل شامل للعوامل التي تؤثر على قرار الفرنسيين بالعودة إلى بلدهم الأصلي، بالإضافة إلى استعراض لتجارب بعض العائدين الناجحين، سنناقش أيضًا الإجراءات القانونية والإدارية المتعلقة بعملية العودة، والدعم المتاح لهم من قبل الحكومة والمجتمع المحلي.
ما هي المواعيد النهائية للمغادرة الطوعية؟
-توجد مواعيد نهائية للمغادرة الطوعية من فرنسا بعد استلام إخطار بالقرار، يمنحك المسؤولون 30 يومًا لتنظيم مغادرتك بوسائلك الخاصة.
-في حالة الحاجة إلى دعم للعودة الطوعية، يمكنك تقديم طلب للحصول على مساعدة. وفي بعض الحالات الاستثنائية، مثل تاريخ الإقامة الطويل في فرنسا أو تعليم الأطفال، قد يُمنح لك تمديد لهذه الفترة، ولذا، ينبغي عليك تقديم طلب للمحافظ للنظر في حالتك الخاصة.
-يجب عليك أيضًا إبلاغ السلطات الإدارية بخطواتك للمغادرة. ويمكن أن تصدر لك وثيقة تثبت إرادتك للمغادرة، وهي تشير إلى المهلة الزمنية المسموح بها للمغادرة.
ما هي شروط الاستفادة من هذه المساعدة؟
-توجد شروط محددة للاستفادة من المساعدة المقدمة من الدولة الفرنسية.
-تقدم الحكومة تذكرة سفر بالإضافة إلى مبلغ يصل إلى 1850 يورو لأي شخص، سواء كان بالغًا أو قاصرًا، يرغب في مغادرة فرنسا بمحض إرادته بعد أن قضى أكثر من ثلاثة أشهر على أراضيها.
-يجب أن يكون الفرد في وضع غير قانوني، وأن تكون لديهم طلبات لجوء سابقة تم رفضها وفقًا لاتفاقية دبلن.
-ووفقًا لتوضيح ديدييه ليسكي، مدير (OFII)، فإن الأولوية تمنح للأشخاص الذين يحتاجون إلى تأشيرات لدخول فرنسا.
-بينما لا تُعتبر الجنسيات التي لا تحتاج إلى تأشيرات للوصول إلى فرنسا، مثل الألبان والرومانيين على سبيل المثال، ضمن الفئات ذات الأولوية للاستفادة من العودة الطوعية.
-يجب على الشخص الذي يطلب العودة الطوعية إلى بلده أن يكون مسؤولًا بمفرده عن سلامته، بناءً على مستوى الأمان في بلده الأصلي.
أقرأ ايضاً: رحلتي الى فرنسا | ما هى الاماكن الترفيهية في فرنسا
ماذا يحدث بعد موافقة الشخص على العودة إلى بلده الأصلي؟
-بعد موافقة الفرد على العودة إلى بلده الأصلي، يتم توفير مراكز انتظار لهؤلاء الأشخاص.
-إذا كان الشخص الذي رفض طلب لجوئه يعيش في “Cada” (مركز استقبال طالبي اللجوء)، فيُمكن له البقاء في هذا المركز حتى موعد رحيله.
-في هذه المرحلة، تقوم السلطات الفرنسية بالحصول على تصريح قنصلي وحجز تذكرة طائرة، وتنظيم الرحيل.
-قد يستغرق الانتظار عدة أشهر، خاصةً مع تأثير جائحة كوفيد-19 وإغلاق بعض الحدود، وقد أدت الجائحة إلى تقليص حالات العودة الطوعية إلى النصف خلال هذا العام، حيث كانت تصل إلى 8700 في عام 2019.
-ووفقًا لتصريح ديدييه ليسكي، هناك حاليًا مئة مهاجر كردي عراقي ينتظرون رحلة طيران منذ شهرين بسبب تعطل الرحلات الجوية.
متى وكيف يتم دفع أموال المساعدة الخاصة بالعودة الطوعية
-يتم دفع مبلغ المساعدة المخصص للعودة الطوعية للمهاجرين عند عبور الحدود، عادة في المطار.
-يتم تسليم هذا المبلغ إما نقدًا أو عبر بطاقة سحب يمكن استخدامها في البلد الذي يتجه إليه المهاجر.
-يعتمد اختيار الخيار الثاني على توافر النظام المصرفي في البلد المقصود وسلامته.
أشكال مساعدة الأشخاص بمجرد العودة الى فرنسا
عندما يعود المهاجرون إلى بلدانهم، قد تكون هناك مساعدات أخرى متاحة لهم بغرض إعادة الإدماج.
-تُعرف هذه المساعدة بـ “مساعدة إعادة الإدماج”، وتتراوح قيمتها بين 3500 يورو إلى 10 آلاف يورو، وتعتمد على البلد المقصود.
-هذه المساعدة متاحة لأولئك الذين يمتلكون مشاريع مهنية ملموسة في بلدهم الأصلي.
-تقيَّم هذه المشاريع، التي يمكن تنفيذها بمجرد العودة، من قبل لجنة توجيهية تتألف من السفارات المعنية أو السلطات المحلية و (OFII).
-إذا تمت الموافقة على أحد المشاريع، فلا يتم دفع المساعدة مباشرة إلى الفرد، بل يتم استخدامها من قبل (OFII) لشراء السلع الضرورية لنجاح المشروع المهني الذي يختاره الشخص.
-يوضح ديدييه ليسكي: “نقوم بذلك للحصول على ضمانات بأن الأموال ستستخدم في إطار مشروع مهني معين. على سبيل المثال، في تونس، قد يرغب شخص ما في بدء مشروع صيد، ونقوم بشراء قارب له، أو قد نشتري سيارة لمن يريد أن يصبح سائق تاكسي، أو مواد أولية للعمل في الزراعة في مالي”.
الختام
يُظهر النقاش الشامل حول العودة الطوعية من فرنسا أن هذا القرار ليس بالأمر البسيط، وأنه يتطلب دراسة وتقييم دقيق للتحديات والفرص المتعلقة بهذه العملية، من جهة، تواجه العائلات والأفراد الفرنسيين الراغبين في العودة تحديات اقتصادية واجتماعية وثقافية، بما في ذلك إدارة الموارد المالية والتكيف مع البيئة الاجتماعية واللغوية في بلدهم الأصلي، ومن جهة أخرى، توفر الحكومة الفرنسية مجموعة من البرامج والمساعدات لتسهيل وتعزيز عملية العودة الطوعية وإعادة الإدماج في الوطن الأصلي،باعتبار أهمية فهم الظروف الفردية والاستعداد الجيد قبل اتخاذ قرار العودة، ينبغي على الفرنسيين المهتمين بالعودة الطوعية البحث والاستفادة من الموارد والدعم المتاحة لهم. ومع التحولات الدائمة في السياسات الهجرة والظروف الاقتصادية والاجتماعية، يبقى التفاعل مع السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية ذات أهمية كبيرة لتحقيق نجاح العودة الطوعية والتكيف الفعّال في بلدهم الأصلي.