منذ بدايات التاريخ، والإنسان يسعى للبحث عن الأمان والحماية في وجه التحديات والأزمات المختلفة التي يواجهها. في سياق العصر الحديث، يتجلى هذا السعي في مفاهيم مثل اللجوء والحماية ، التي تمثلان أساسًا لتقديم المساعدة والحماية للأفراد المعرضين للخطر والاضطهاد في مجتمعاتهم، ومع أن هاتين المفاهيم قد تبدو متشابهتين في بعض الأحيان، إلا أن لكل منهما معانٍ واستخدامات محددة تميزها عن الأخرى،حيث سنستكشف الفرق بين اللجوء والحماية، حيث سنقوم بتوضيح المفاهيم والتباينات بينهما. سنتناول أيضًا أهمية فهم هذه الفرق لضمان تقديم المساعدة الصحيحة والحماية الفعالة للأفراد الذين يحتاجون إليها في ظل الظروف المعقدة والمتغيرة التي قد يواجهونها.
ما هي أنواع الحماية
تتنوع أنواع الحماية التي يقدمها الدول للأفراد الذين يطلبون اللجوء، وتهدف جميعها إلى حماية اللاجئ من التعذيب أو الاضطهاد الذي قد يتعرض له في بلده الأصلي تشمل هذه الأنواع:
1. حق اللجوء وفقًا لأحكام اتفاقية جنيف: والذي يمنح اللاجئ حقوقًا محددة وحماية دولية معينة.
2. الحماية المؤقتة: والتي تمنح للأفراد الذين يحتاجون إلى حماية فورية، وقد تكون مؤقتة حتى يتم تحديد وضعهم بشكل نهائي.
3. الحماية الوطنية ضد الترحيل: والتي تمنع الدولة المستقبلة من ترحيل الشخص إلى بلده الأصلي حيث قد يتعرض للتعذيب أو الاضطهاد.
بالإضافة إلى ذلك، يتم منح الحق في اللجوء من قبل الدولة المستضيفة، ويتضمن ذلك إصدار إذن للعمل في تلك الدولة بالإضافة إلى إقامة لمدة تصل إلى عشر سنوات.
الفرق بين اللجوء والحماية
تتبنى الحكومات والمنظمات الدولية مفاهيم اللجوء والحماية الفرعية كأدوات لتقديم الدعم والحماية للأفراد الذين يواجهون الخطر والاضطهاد في بلدانهم الأصلية.
يعتبر اللجوء والحماية الفرعية نوعان من الحماية الدولية التي يمكن منحها لطالبي اللجوء، ومن المهم فهم الفرق بينهما لضمان توفير الدعم المناسب للأفراد المحتاجين.
لطالبي اللجوء، لا يكون لديهم القدرة على اختيار نوع الحماية التي سيحصلون عليها، حيث تتولى السلطات قرار تحديد النوع الأنسب بناءً على الظروف الفردية والقوانين المحلية والدولية.
في الاتحاد الأوروبي، هناك توجيهات غير ملزمة تحدد معايير الحماية، لكن ترك تنفيذها لكل دولة عضو لتضمينها في التشريعات الوطنية، مما يؤدي إلى تباين في التطبيق بين الدول الأعضاء.
-يتطلب من طالب اللجوء للحصول على حق اللجوء تلبية تعريف اللاجئ المنصوص عليه في اتفاقية جنيف لعام 1951، والذي يشترط أن يكون هناك خطر على حياته أو حريته في حالة العودة إلى بلده الأصلي، بمجرد الاعتراف بطلب اللجوء، يمنح الشخص الحماية كلاجئ.
-أما الحماية الفرعية، المعروفة أيضًا بالحماية الإنسانية، فهي نوع أقل من الحماية التي يمكن منحها عندما لا تتوافر معايير اللجوء.
-للحصول على الحماية الإنسانية، يجب على الشخص إثبات أنه سيواجه خطراً جسيماً في حالة العودة إلى بلده الأصلي، دون الحاجة إلى أن يكون هذا الخطر ناتجًا عن سبب معين كالعرق أو الدين أو الرأي السياسي.
-الفرق الأساسي بين النوعين يكمن في إمكانية لم شمل العائلة، حيث تفرض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قواعد مختلفة للم شمل الأسر لحاصلي الحماية الفرعية مقارنة باللاجئين المعترف بهم وفقًا لاتفاقية جنيف.
أقرأ ايضاً: كيفية كتابة طلب اللجوء الإنساني | ما هى اسباب رفض اللجوء الانسانى
الفرق بين اللجوء والحماية في القانون الألماني من حيث المزايا
في القانون الألماني، يوجد فارق واضح بين حق اللجوء والحماية الفرعية فيما يتعلق بالمزايا والامتيازات التي يحصل عليها كل نوع.
حق اللجوء في ألمانيا يمنح اللاجئ العديد من المزايا منها:
-الحصول على إقامة مستمرة لمدة 3 سنوات قابلة للتجديد، مع إمكانية التقديم للحصول على الإقامة الدائمة بعد مرور 3 إلى 5 سنوات.
-يُسمح له بتقديم طلب لم شمل العائلة، ويتمكن أيضًا من الحصول على وثيقة سفر خاصة باللاجئين التي تتيح له السفر خارج ألمانيا دون العودة إلى بلده الأصل.
-القدرة على العمل، والتسجيل في دورات الاندماج والتوجيه، بالإضافة إلى الحصول على إعانات البطالة والمساعدات الاجتماعية الأخرى للأهل والأولاد، وكذلك حق الأطفال في الدراسة والتدريب المهني.
أما من حصلوا على الحماية الفرعية في ألمانيا، فهم لا يحصلون على نفس المزايا كاللاجئين،
-يسمح لهم بالعمل والحصول على مساعدات جزئية من الحكومة والمكاتب الاجتماعية، ولكن لا يمكنهم الحصول على وثيقة سفر خاصة بهم، ولا يمكنهم طلب لم شمل لعائلاتهم.
-يتطلب الحصول على الإقامة الدائمة لمن حصلوا على الحماية الفرعية الإقامة في ألمانيا لأكثر من 5 سنوات، ولكن تكون شروط الحصول عليها أكثر صعوبة.
-يمكن للجمعيات الإنسانية تقديم مساعدات للأطفال والوالدين، ويمكن لهم التسجيل لحضور دورات التأهيل المهني ودورات الاندماج.
متى يسقط حق اللجوء
-ينص حق اللجوء على القوانين التي تصدرها الدولة التي يلجأ إليها الفرد، ويتمثل هذا الحق في توفير مجموعة من الخدمات التي تهدف إلى حمايته من أي ضرر، بالإضافة إلى منحه إذن للعمل المستمر على مدار الفترة المحددة لإقامته، والتي قد تكون عشر سنوات أو سنة واحدة حسب تقييم حالته من قبل الدولة المستقبلة.
-تناولت هذه القوانين موضوع سقوط حق اللجوء، حيث يحدث ذلك إذا قرر الفرد السفر إلى بلده الأصلي أو الاتصال بالسفارة أو القنصلية التابعة لها، ويعتبر سبب هذا القرار هو أن الفرد الذي يمنح هذا الحق يحتاج إلى الحماية من تلك الدولة.
الختام
يمكن القول إن توفير الحماية ومنح حق اللجوء للأفراد المحتاجين هو إحدى المسؤوليات الإنسانية الأساسية التي يتحملها المجتمع الدولي. فالأشخاص الذين يتعرضون للاضطهاد والتهديد في بلدانهم الأصلية يستحقون الحماية والدعم للبحث عن حياة آمنة وكريمة في أماكن أخرى،من خلال فهم الفروقات بين اللجوء وأنواع الحماية الأخرى، يمكن للدول تطوير سياسات أكثر فعالية لتلبية احتياجات الأفراد الذين يطلبون اللجوء، وضمان حمايتهم وتكاملهم في المجتمعات المستضيفة،ومع ذلك، يجب أن نكون أيضًا على علم بالتحديات والتباينات التي قد تواجهها هذه السياسات، وضرورة تطوير إجراءات فعالة لمعالجة هذه التحديات بشكل مستدام.