في عالم محموم بأزمات اللجوء والتحديات الإنسانية، تظل قضية اللجوء وحقوق اللاجئين على الساحة الدولية تحديًا شاملًا يجلب الاهتمام والتأمل وفي إطار الاتحاد الأوروبي تبرز كلمة دبلن كمفهوم أساسي يؤثر في سياسات اللجوء ومصير اللاجئين تمثل بصمة دبلن نقطة تحول حيوية في عالم الهجرة واللجوء، وهي تثير أسئلة مهمة تتعلق بالحقوق الإنسانية والتضامن الدولي نجد ألمانيا، واحدة من أكبر الدول الأوروبية المستقبلة للمهاجرين واللاجئين، تواجه تحديات خاصة في تطبيق وفهم مفهوم بصمة دبلن وهنا نطرح سؤالمتى تسقط بصمة دبلن في ألمانيا.
الدول الموقعة على اتفاقية دبلن
-إيطاليا ولاتفيا والمجر وفرنسا والبرتغال واليونان وبلجيكا وسلوفينيا والنمسا وبريطانيا وإسبانيا وكرواتيا وإيرلندا والسويد وسلوفاكيا وألمانيا والتشيك وفنلندا ورومانيا والدنمارك ومالطة ولوكسمبورغ وقبرص وبلغاريا وليتوانيا وإستونيا وهولندا وبولندا تعتبر هذه الدول أعضاء في الاتفاقية الأساسية.
-تشمل الدول الموقعة على الاتفاقية سويسرا والنرويج وأيسلندا وليختنشتاين.
الهدف من نظام دبلن هو تفادي تقديم طلبات لجوء متعددة، حيث تكون إحدى دول دبلن مسؤولة دائمًا عن طالب اللجوء. ومع ذلك، يشمل نطاق إجراءات دبلن فقط رعايا الدول الثالثة، أي الأشخاص الذين ليس لديهم جنسية دولة دبلن.
على الجانب الآخر، في حالة تقديم شخص من مواطني إحدى دول دبلن طلب لجوء في سويسرا، لا يمكن تنفيذ أي إجراء من إجراءات دبلن، في هذه الحالات، يتم تطبيق عادة اتفاقيات إعادة القبول الثنائية.
متى تسقط بصمة دبلن
اعتمادًا على تصنيف الفرد، يتم الاحتفاظ ببصمات الأصابع لفترة معينة.
-يتم تخزينها لمدة 10 سنوات في حالة طلبات اللجوء، ولمدة 18 شهرًا في حالة دخول الفرد إلى منطقة دبلن بطرق غير قانونية.
-بصمات الأفراد الذين يتواجدون بشكل غير قانوني في دولة دبلن لا تخزن، ولكن يتم إرسالها إلى Eurodac للمقارنة فقط.
-تنتهي أو تسقط بصمة دبلن بعد مضي 5 سنوات في حالة أخذ البصمة في سفارة الدولة المقصودة، ويحدث ذلك عادةً عند الحصول على تأشيرة شنغن.
بينما تنتهي بعد 10 سنوات إذا تم أخذ البصمة داخل حدود الدولة التي تنتمي إلى اتفاقية دبلن بعد وصول الفرد إليها بوسائل أخرى غير سفارة الدولة.
أقرأ ايضاً: الفرق بين بصمة اللجوء والبصمة الجنائية | متى تسقط البصمة؟
اهداف الحصول على بصمة دبلن
-تقوم الاتحاد الأوروبي بتحديد الدولة الأولى التي يسافر إليها الشخص اللاجئ.
-يكمن الهدف من ذلك في تسجيل بصمة الفرد في دول الاتحاد الأوروبي، وهو أمر ضروري لجمع معلومات شاملة حول هويته وتحركاته.
-يوفر بصمة دبلن إلقاء الضوء على الطرق غير القانونية التي يتبعها الشخص اللاجئ أثناء سفره إلى أي دولة على مستوى العالم.
-تعتمد العديد من الدول على استخراج بصمة دبلن من خلال أخذ بصمات الأصابع، بينما تعتبر بعض الدول الأخرى أن بصمة العين توفر دقة أكبر.
-تلعب هذه البصمة دورًا حيويًا في التعرف على الدول التي زارها الشخص اللاجئ بطرق شرعية، وتسهم في تسهيل إصدار تأشيرة شنغن.
-تعتبر جميع الدول الأعضاء في اتفاقية دبلن البصمة محورية، حيث تستخدم لاتخاذ قرارات بشأن الموافقة أو الرفض على سفر الشخص اللاجئ من ألمانيا إلى أي دولة أخرى.
الختام
نجد أن مفهوم بصمة دبلن يمثل عنصرًا أساسيًا في سياسات اللجوء في الاتحاد الأوروبي وتأثيره يمتد إلى السياسة الألمانية، إنه يتسم بتعقيد يتطلب توازنًا دقيقًا بين مصلحة الدول وحقوق اللاجئين،بصفتها دولة استقبال رئيسية، ألمانيا تواجه تحديات كبيرة في التعامل مع آثار بصمة دبلن على حقوق اللاجئين. ينبغي أن تبحث ألمانيا عن طرق لضمان أن يتم تطبيق مفهوم بصمة دبلن بشكل يحترم حقوق اللاجئين ويضمن حمايتهم،كما يجب أن نتذكر أن اللاجئين هم أفراد يبحثون عن الأمان والحماية، من المهم بذل كل الجهود للتوصل إلى حلاً مستدامًا يوفر لهم الحماية والكرامة التي يستحقونها. يجب أن تكون السياسات الألمانية والأوروبية حينها حكيمة وإنسانية لضمان أن اللاجئين يجدون فيها مأوى آمنًا ومستقرًا.
